بعد عدة سنوات، هذه هي السنة الأولى التي يقام فيها مهرجان فجر السينمائي الدولي بالتزامن مع مهرجان فجر السينمائي الرئيسي (أو ما سمي بمهرجان فجر السينمائي الوطني على مدى السنوات السبع أو الثماني الماضية). هذا على الرغم من أن دولية هذا الحدث كانت جزءاً من الاستراتيجية الموضوعة لمهرجان فجر منذ البداية.
في الدورة الأولى من المهرجان (فبراير 1983) وضمن الأقسام الجانبية، خصصت أقسام للسينما الكوبية، والواقعية الجديدة في السينما الإيطالية، إلى جانب قسم مثير للاهتمام وهو سينما الهنود الحمر وسينما السود في أميركا. وفي قسم السينما الإيطالية، تم عرض أفلام مهمة مثل روما - مدينة مفتوحة (روبرتو روسوليني)، والطريق (فدريكو فليني) وسارق الدراجة (فيتوريو دسيكا).
في الدورتين الثانية والثالثة (1984-1985) وبسبب النهج السائد في إيلاء المزيد من الاهتمام للسينما الإيرانية، أقيم المهرجان محلياً، لكن في الدورة الرابعة من المهرجان (1986) وفي قسم نظرة إلى السينما الآسيوية، بالإضافة إلى أفلام بعض المخرجين الإيرانيين، تم عرض أفلام مثل لاعبو الشطرنج (ساتياجيت راي) والمأمور سانشو (كنجي ميزوغوشي). وفي قسم العروض الخاصة أيضاً، تم عرض أفلام للأخوين تافياني (بولو و فيتوريو- الإيطاليان) والفرنسي بيرتران تافرنيه والإيطالي فرانشيسكو روسي و غيرهم.
في الدورة الخامسة للمهرجان (1987) وفي قسم العروض الخاصة بالمهرجان، تم عرض أفلام للمخرج الفرنسي لوك بيسون والبولندي أندريه فايدا. وفي هذا العام أقيم قسم تحت عنوان من وجهة نظر القارات الثلاث. وفي هذه الدورات وبالطبع كان لعرض الأفلام الأجنبية في المهرجان جماهيره الخاصة من هواة السينما الإيرانية وطلاب السينما.
كان للقسم الدولي في الدورة السادسة من المهرجان (1988) جدول عرض متنوع فی عروض الأفلام الأجنبية، فبالإضافة إلى عرض أعمال مخرجي الدول الأعضاء في حركة عدم الانحياز، تم عرض مجموعة من أفلام المخرج السوفييتي الشهير أندري تاركوفسكي في قسم آخر حمل عنوان "الأمل والتضحية وعالم تاركوفسكي" حيث لقي ترحيب عشاق ونقاد السينما.
في القسم الدولي من الدورة السابعة للمهرجان (1989)، تم تخصيص قسم لسينما الأطفال والمراهقين والتي لم تكن مستقلة في تلك السنوات، حيث أقيم القسم بشكل تنافسي كأحد أقسام مهرجان فجر وتم إعطاء ست "فراشات ذهبية" للأفلام الفائزة في هذا القسم. في هذه الدورة من المهرجان، تمت إضافة قسم تكريم السينمائيين المرموقين الأجانب وعُرضت أفلام للمخرج السوفيتي سيرغي باراجانوف والياباني ياسوجيرو أوزو والبولندي أندريه فايدا. في الدورة الثامنة من المهرجان (1990) تمت إضافة قسم مهرجان المهرجانات وتم عرض أعمال مختارة تم عرضها بمهرجانات دولية مرموقة.
كما شهدت هذه الدورة قسماً خاصاً بـ أفلام الثنائي الكوميدي البريطاني لوريل وهاردي، فيما شارك بهذه الدورة ضيوف أجانب، بينهم مديري مهرجانات أجنبية ونقاد سينمائيين.
في الدورة التاسعة (1991)، إقترب المهرجان أكثر إلى المعاصرة في عرض وتقديم السينما العالمية وعُرضت في قسم "مهرجان المهرجانات" أفلام تم إنتاجها بين عامي 1983 و 1989. في هذه الدورة، اعتذر بعض الضيوف الأجانب عن الحضور في المهرجان خوفاً من حرب الخليج الفارسي الثانية.
في الدورة العاشرة (1992) تم عرض سلسلة أفلام المخرج الياباني الكبير آكيرو كوروساوا في قسم حمل عنوان "الشرق والإيمان بحسن الخاتمة" كما عرضت أفلام للمخرج السويدي الكبير إينغمار بيرغمان تحت عنوان "إنغمار برغمان، الغرب والشك والارتباك".
في المهرجان الحادي عشر (1993) وفي قسم السينما الدولية، كانت هناك أقسام متنوعة ومختلفة منها استعراض لأفلام المخرج الصيني جين كايغه، إلى جانب مرور السينما الدينية حسب رواية المخرج الدنماركي كارل تيودور دراير.
وتضمن المهرجان الثاني عشر (1994) أيضا وفي القسم الدولي، إحياء ذكرى المخرج الألماني فيرنر هرتزوغ حيث تم عرض ثمانية أفلام منه، إلى جانب عرض 15 فيلما من مجموعة غودزيلا تحت عنوان "غودزيلا منذ البداية".
في المهرجانين الثالث عشر والرابع عشر (1995-1996) وفي القسم الدولي، تم إحياء ذكرى مخرجين بارزين؛ حيث تم إحياء ذكرى المخرج الياباني كنجي ميزوغوشي في الدورة الثالثة عشرة، فيما تم إحياء ذكرى المخرج الألماني فريتز لانغ في الدورة الرابعة عشرة.
في الدورة الخامسة عشرة من المهرجان (1997)، كان استعراض أعمال المخرج الياباني الكبير توشيرو ميفوني والمخرج الأميركي أوليفر ستون إحدى الدوافع اللافتة في القسم الدولي، كما حضر المهرجان العديد من الضيوف الأجانب.
* العدد الأول من دورية مهرجان فجر السينمائي الـ41 (بتصرف)
ف.أ